منتدى أهل الدعاء والذكر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أسرار الدعاء ومفاتيح السماء

اذهب الى الأسفل

 أسرار الدعاء ومفاتيح السماء Empty أسرار الدعاء ومفاتيح السماء

مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء يناير 14, 2014 2:58 am

أسرار الدعاء ومفاتيح السماء ..
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله الذي وسع سمعه كل شيء، الحمد لله الذي أحاط بكل شيء علمًا، الحمد لله الذي يسمع من رجاه ودعاه، الحمد لله الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم الحمد لله الذي لا تلتبس عليه الألسنة حال الدعاء ولا تختلط عليه اللغات حال المناجاة، الحمد لله سامع الصوت وسابق الفوت ومحيي العظام بعد الموت، الحمد لله الذي يسمع دبيب النملة على الصفاة السوداء في ظلمات الليل وحوالك الظلم، الحمد لله مجيب من دعاه وناداه وسميع من خفت وناجاه ومعطي من سأل مبتغاه، الحمد لله الذي مَنَّ على الأولياء بفواتح الدعاء وأعطى الصالحين جوامع السؤال الحمد لله الذي جعل النفوس الزكية آمنة مطمئنة وآتاها تقواها وطهر القلوب الرضية من الغل والغوائل ونقاها وبلغها رضاها، الحمد لله الذي اختص لنفسه من عباده الصالحين من يعبده ويذكره ويسبحه ويثني عليه بالليل والنهار ويطلبه ويدعوه ويسأله ويستغفره ويستهديه سرًا وإجهارًا. الحمد لله الذي جعل من الدعاء مفاتيح للسماء وجعل ذلك مزية للصالحين والأتقياء ورفع قدرهم في الدنيا بالرضا وفي الآخرة بأن جعلهم مع النبيين والصديقين والصالحين والشهداء واختصهم من عباده فجعلهم له أولياء.
سبحانه أحمده على ما منح وأعطى وابتدأ وثنى وأجزل على العباد رغم تقصيرهم وتفريطهم فله الحمد والمنة والثناء الحسن. وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له مالك الملك عالم الغيب والشهادة، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وصفيه وخليله وخيرته من خلقه بعثه للعالمين رحمة، وهدى به من أراد وجعله على الظالمين حجة إلى يوم الحشر والمعاد. صلى الله تعالى عليه وعلى آله وصحبه وأتباعه وخيرته من خلقه والتابعين إلى يوم الدين وبارك وسلم تسليمًا كبيرًا كثيرًا.
أما بعد:

أسرار الدعاء ومفاتيح السماء

العبادة هي الدعاء:
قال ﷺ في الحديث الذي رواه أبو داود والترمذي: «الدعاء هو العبادة» وفي لفظ آخر للترمذي: «الدعاء مخ العبادة» والمعنى أن العبادة في حقيقتها كلها دعاء وتقرب إلى الله تعالى فمن فرط فيه يكن قد فرط في العبادة، وفي الحديث إشارة لطيفة مضمونها دعوة العبد للحرص والإكثار من الدعاء لأنه صلة العبد بربه سبحانه، مما يجعل العبد دومًا متعلقًا بالله تعالى يتوكل عليه ويعتصم به ويستغفره من ذنبه ويسأله الهداية ويستزيده الرزق ويطلبه العون والشفاء ويدعوه لكل ما يهمه من أمور الدنيا والآخرة، وبهذا الشكل يبقى العبد متصلاً بربه تعالى دومًا متعلقًا به حريصًا على تقوية الصلة به ومعه.
وفي الحديث الآخر الذي رواه الترمذي قوله ﷺ: «من لم يسأل الله يغضب عليه» والمعنى أن من ترك الدعاء فكأنه قد نسي الله تعالى والحاجة إليه وبالتالي كأنه استغنى عن ربه عز وجل فيغضب عليه، والعبد لا غنى له عن ربه سبحانه وتعالى ولا مقدار طرفة عين ولا أقل من ذلك لذا عليه دوام الدعاء والتعلق بربه عز وجل والتقرب منه سبحانه. قال الشاعر:
لا تسألن بني آدم حاجـــــة وسل الذي أبوابــه لا تحجب
الله يغضب إن تركت سؤاله وبني آدم حين يسأل يغضب
وفي الحديث الآخر الذي رواه الترمذي أيضًا قوله ﷺ: «ليس شيء أكرم على الله تعالى من الدعاء» والمعنى أن الله تعالى هو الفاعل القادر الرازق المعطي المتفضل والخلق كلهم مفتقرون إليه ومحتاجون لفضله ولنعمه فمتى ما دعا العبد ربه عز وجل ولجأ إليه كان ذلك اعترافًا منه بفقره وبعجزه وبحاجته وفي نفس الوقت الاعتراف بحول الله تعالى وقوته وبقدرته على كل شيء وهو عز وجل لا يرد من لجأ إليه ودعاه ولا يخيب من رجاه ويستجيب لعبده الداعي، والدعاء ولا شك يحقق ذلك المعنى بوضوح.
والدعاء أخي المسلم باب عظيم من فتحه على نفسه وفق لكل خير ومن تركه يكن قد أضاع على نفسه الخير الكثير وأغلق على نفسه باب السماء وقد قال ﷺ في الحديث الذي رواه الترمذي: «من فتح له منكم باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة وما سئل الله شيئًا يُعطى أحب إليه من أن يسأل العافية» فالحديث يدل على أن من وفق للدعاء فقد أوتي خيرًا كثيرًا ومن حرمه فقد حرم خيرًا كثيرًا، وأن العافية هي أحب شيء يْسأله الله سبحانه وتعالى ويعطيه لخلقه.
والدعاء أخي المسلم هو مفتاح السماء به يعطي الله تعالى العبد ما يشاء بكرمه ومَنِّهِ ويمنع عنه ما يشاء بحكمته ورحمته، والعبد ولا شك يسأل الله تعالى أمورًا كثيرة مما يهمه من أمور الدنيا والآخرة ولعله يكون حريصًا على أن تتحقق له كلها وربما لو أنها تحققة له لكان شرًا عليه، فهو بحكمته ورحمته سبحانه يعطي ويمنع ما يشاء ولمن شاء متى شاء وكيف ما شاء.
والله سبحانه وتعالى برحمته وعد بالإجابة لمن دعاه وأقبل عليه ورجاه وسأله واستغفره وهو موقن بذلك مصداقًا لقوله ﷺ في الحديث الذي رواه الترمذي والحاكم: «ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة واعلموا أن الله لا يستجيب من قلب غافل لاه» ففي الحديث إشارة على وجوب استحضار القلب حال الدعاء والوقوف بين يدي الله تعالى، وأن الله عز وجل يستجيب لعبده المخلص الصادق المقبل عليه والفار إليه.
وقد علمنا ﷺ أن ندعو الله تعالى بجوامع الدعاء لأنها ألفاظ معدودة تجمع الخير الكثير وتغني عن العبارات الكثيرة قالت عائشة رضي الله عنها في الحديث الذي رواه أبو داود والترمذي: (كان صلي الله عليه وسلم يستحب الجوامع من الدعاء، ويدع ما سوى ذلك) فحسب الداعي الدعوات المختصرة التي تحوي المعاني الكثيرة.
وكما علمنا ﷺ حال الدعاء أن نسأل الله تعالى بأفضل ما نريد وليس شيء على الله بعزيز وهو عليه يسير، وأفضل ما يسعى إليه المسلم ولا ريب هو سؤال الله تعالى الجنة فإذا سألنا الله تعالى الجنة فليكن سئلنا الفردوس الأعلى كما في الحديث المتفق عليه قوله ﷺ: «إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس الأعلى، فإنه وسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة» اللهم إنا نسألك الفردوس الأعلى يا رب العالمين اللهم آمين.

الشيخ/ خالد بن محمد عطية


Admin
Admin

المساهمات : 63
تاريخ التسجيل : 05/01/2014

https://ahlaldoaa.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 أسرار الدعاء ومفاتيح السماء Empty رد: أسرار الدعاء ومفاتيح السماء

مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء يناير 14, 2014 3:09 am


Admin
Admin

المساهمات : 63
تاريخ التسجيل : 05/01/2014

https://ahlaldoaa.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى