منتدى أهل الدعاء والذكر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فضل الدعاء

اذهب الى الأسفل

فضل الدعاء Empty فضل الدعاء

مُساهمة من طرف Admin الإثنين يناير 13, 2014 6:20 am


فضل الدعاء



كنا تناولنا سلسلة من الموضوعات ضمن محور "محاسن الدين الإسلامي"، فتعرفنا مجموعة من الآداب التي زينت عقد الإسلام، وأبانت عن طيب معدنه، وأفصحت عن كريم محتده، وجلَّت سلامة دعوته، منها ترغيبه في حب المساكين، وتعظيم نعمة الله والرضا بقضائه، وصلة الرحم، والعفة، وصيانة الأعراض، والثبات على القول بالحق. وانطلقنا في كل ذلك من أثر أَبِى ذَرٍّ - رضى الله عنه - الذي قال فيه: "أَمَرَنِي خَلِيلِي - صلى الله عليه وسلم - بِسَبْعٍ: أَمَرَنِي بِحُبِّ الْمَسَاكِينِ وَالدُّنُوِّ مِنْهُمْ، وَأَمَرَنِي أَنْ أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ دُونِي وَلاَ أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقِى، وَأَمَرَنِي أَنْ أَصِلَ الرَّحِمَ وَإِنْ أَدْبَرَتْ، وَأَمَرَنِي أَنْ لاَ أَسْأَلَ أَحَداً شَيْئاً، وَأَمَرَنِي أَنْ أَقُولَ بِالْحَقِّ وَإِنْ كَانَ مُرًّا، وَأَمَرَنِي أَنْ لاَ أَخَافَ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لاَئِمٍ، وَأَمَرَنِي أَنْ أُكْثِرَ مِنْ قَوْلِ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ، فَإِنَّهُنَّ مِنْ كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ (وفي رواية: فإنها كنز من كنوز الجنة)" رواه الإمام أحمد، وهو في الصحيحة.



وحديثنا اليوم - إن شاء الله تعالى - حول الوصية الأخيرة، المتعلقة بالإكثار من قول: "لا حول ولا قوة إلا بالله"، التي تندرج ضمن عموم الدعاء، الذي ورد في فضله العظيم، وأثره الجسيم ما يحتاج منا إلى تذكير.



فعن النعمان بن بشير - رضى الله عنه - قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "الدعاء هو العبادة"، ثم قرأ: "وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين" ص. الترمذي.



وقال - صلى الله عليه وسلم -: "أفضل العبادة الدعاء" ص. الجامع.



ويقول - صلى الله عليه وسلم - من حديث أبي هريرة - رضى الله عنه -: "ليس شيء أكرمَ على الله تعالى من الدعاء" ص. الترمذي.



وما كان الله تعالى ليفتح للناس باب الدعاء ويغلق عليهم باب الإجابة، وهو القائل - سبحانه -: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186].



قال عمر بن الخطاب - رضى الله عنه -: "إني لا أحمل همّ الإجابة، ولكن همّ الدعاء، فإذا أُلهمتُ الدعاء، فإن الإجابة معه".



ويقول أبو الدرداء: "ادع الله في يوم سَرَّائك، لعله يستجيب لك في يوم ضرائك".



بل إن الله - تعالى - يغضب من العبد الذي يترك دعاءه، ولا يهتم به. يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -:" من لم يدع الله يغضب عليه" وهو في الصحيحة.


لا تسألن بُنَيَّ آدم حاجة
وسل الذي أبوابه لا تحجب
فالله يغضب إن تركت سؤاله
وبُنَيُّ آدم حين يسأل يغضب



فالمسلم لا يخجل أن يسأل الله - تعالى - صغار الأمور، كما يسأله كبارها. فعن أنس - رضى الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليسأل أحدكم ربه حاجته كلَّها، حتى يسألَه شِسْعَ نعله إذا انقطع" حسنه في المشكاة.



ولا يعتقدن أحد أن كثرة الذنوب والمعاصي تحجب الدعاء، فييأس صاحبها من اللجإ إلى الله لقضاء حوائجه. قال سفيان بن عيينة - رحمه الله -:"لا تتركوا الدعاء، ولا يمنعكم منه ما تعلمون من أنفسكم، فقد استجاب الله لإبليس وهو شر الخلق، قال: ﴿ قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ ﴾ [الأعراف: 14، 15]".



وفي صحيح سنن ابن ماجة عن سلمان الفارسي - رضى الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله حيي كريم، يستحيي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين".



بل إن الدعاء قد يرد القضاء، ويغالب البلاء بإذن الله تعالى. يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لاَ يُغْنِي حَذَرٌ مِنْ قَدَرٍ. وَالدُّعَاءُ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ. وَإِنَّ الْبَلاَءَ لَيَنْزِلُ، فَيَتَلَقَّاهُ الدُّعَاءُ، فَيَعْتَلِجَانِ (يَصْطَرِعان ويَتَدَافعان) إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ" ص. الجامع.



وأصرح منه قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لاَ يَرُدُّ الْقَضَاءَ إِلاَ الدُّعَاءُ، وَلاَ يَزِيدُ فِي الْعُمُرِ إِلاَ الْبِرُّ". يقول ابن القيم - رحمه الله -: "للبلاء مع الدعاء ثلاث مقامات: إما أن يكون الدعاء أقوى من البلاء، فعندئذ يدفع الدعاءُ البلاء. وإما أن يكون الدعاءُ أضعفَ من البلاء، فيقوى البلاءُ على الدعاءِ، فَيُصابُ به العبد. والمقام الثالث: أن يتقاوم الدعاءُ والبلاءُ، فيمنع كلٌّ منهما صاحبَه".



وفي يومنا هذا - يوم الجمعة - ساعة قال فيها المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: "لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها شيئا إلا أعطاه إياه" ص. النسائي. وأرجى ساعة للإجابة يوم الجمعة وقتان: في آخر ساعة من يوم الجمعة قبل الغروب، وما بين صعود الإمام إلى المنبر إلى نهاية الصلاة.



فالدعاء هو "الترياق المجرب" - كما قال حبيب أبو محمد.



ولئن كانت الصلاة تدور حول محور الدعاء، بل إن الصلاة معناها الدعاء، فقد ثبت علميا ما فيها وما في الدعاءِ بعدها من الفوائد النفسية، الكفيلة بالقضاء على عدو صحة الإنسان المعاصر: القلق، والاكتئاب، والتوتر.



فقد أثبتت إحدى الدراسات أن العبادة والتأمل لمدة 12 دقيقة يومياً، تؤخر أمراض الشيخوخة، وتخفض الإجهادات والقلق، وأن الخضوع، والعبادة، وممارسة الصلاة، تمنح الإنسان شعوراً بالأمن، ومزيداً من الحب والرحمة، بينما الإلحاد، والغضب، والاحتجاج.. تتلف الدماغ بشكل مستمر.



وبدعم من المنظمة الدولية للصحة، قام الباحثون بدراسة حالة 92395 سيدة، تراوحت أعمارهن ما بين 50 و79 عاماً، فتبين أن نسبة الوفاة انخفضت بمقدار 20 في المائة لدى النساء اللواتي يؤدين الصلاة ولو مرة واحدة في الأسبوع على الأقل، بالمقارنة مع الأخريات، وأن المحافظة على أداء الصلاة خمس مرات، مع التسبيح، والدعاء، وذكر الله بعد الفراغ منها، تمدنا بأحسن نظام للتدريب على الاسترخاء، والهدوء النفسي، مما يسهم في التخلص من القلق، والتوتر العصبي.



ومن أعظم الأدعية التي أوصانا بها النبي - صلى الله عليه وسلم -، الإكثار من قول: "لا حول ولا قوة إلا بالله"، التي جعلها كنزا من كنوز الجنة تحت العرش، ومعناها أن الاستعانة لا تكون إلا بالله - عز وجل - وحده، فالعبد عاجز عن أن يستقل بنفسه في جلب مصالحه ودفع مضاره، إن لم يعنه الله تعالى على ذلك. ومعنى "لا حول ولا قوة"، أي: لا تحول للعبد من حال إلى حال، ولا قوة له على ذلك إلا بالله. وفي الحديث: "احرصْ على ما ينفعُكَ، واستعن بالله، ولا تعجِزْ" مسلم.



وكتب الحسنُ إلى عُمَرَ بنِ العزيز: "لا تستعِنْ بغيرِ الله، فيكِلَكَ الله إليه".



ولهذا أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا الدعاء الجليل غيرَ أبي ذر - رضى الله عنه -. قال حازم بن حرملة: مررت بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال لي: "يا حازم، أكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها من كنوز الجنة" ص. ابن ماجة.



وورد الأمر بها في مواطن عديدة. من ذلك:

1- عند الخروج من البيت. عن أنس بن مالك - رضى الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا خرج الرجل من بيته فقال: بسم الله توكلت على الله لا حول و لا قوة إلا بالله فيقال له: حسبك قد هديت و كفيت و وقيت فيتنحى له الشيطان فيقول له شيطان آخر: كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي" ص. الجامع.



2- وعند سماع قول المؤذن: "حي على الصلاة"، و"حي على الفلاح"، فمن قالها من قلبه دخل الجنة - كما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من حديث عمر بن الخطاب - رضى الله عنه.



3- دبر الصلوات الخمس. فقد كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يَقُولُ فِى دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ حِينَ يُسَلِّمُ: "لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ. لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَلاَ نَعْبُدُ إِلاَّ إِيَّاهُ، لَهُ النِّعْمَةُ وَلَهُ الْفَضْلُ، وَلَهُ الثَّنَاءُ الْحَسَنُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ"، وَقَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُهَلِّلُ بِهِنَّ دُبُرَ كُلِّ صَلاَةٍ" مسلم.



4- وكان - صلى الله عليه وسلم - يقول مثله في الغزو. فعن أنس بن مالك - رضى الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه "إذا غزا قال: اللهم أنت عضدي، وأنت نصيري، بك أحول، وبك أصول، وبك أقاتل" ص. الجامع.

Admin
Admin

المساهمات : 63
تاريخ التسجيل : 05/01/2014

https://ahlaldoaa.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى